فمن ذلك ما يحذفه من القوافي الموقوفة من تخفيف المشدّد، كقول امرئ القيس؛ أو غيره:

لا وأبيك ابنة العامريّ لا يدّعي القوم أنّي أفر (?)

وكقول طرفة:

أصحوت اليوم أم شاقتك هر … ومن الحبّ جنون مستعر (?)

فأكثر الإنشاد في هذا حذف أحد الحرفين، لتتشاكل أواخر الأبيات، ويكون على وزن واحد؛ لأنك إذا قلت: لا يدّعي القوم أنّي أفر، صار آخر جزء من البيت: " فعل " في وزن العروض؛ لأنه من المتقارب من الضرب الثالث، وإذا شددت الراء صار آخر أجزائه " فعول " من الضرب الثاني من المتقارب، فهو مضطرّ إلى حذف أحد الحرفين، لاستواء الوزن، ومطابقة البيت لسائر أبيات القصيدة، ألا تراه يقول بعد هذا:

تميم بن مرّ وأشياعها … وكندة حولي جميعا صبر (?)

فهذا من الضرب الثالث لا غير، ولم يكن بالجائز أن يأتي في قصيدة واحدة بأبيات من ضربين.

ومن ذلك: تخفيف المشدّد وتسكينه، مع حذف حرف بعده، كقولهم في " معلّى ":

" معل " وفي " عنّى ": " عن ". قال الشاعر وهو الأعشى:

لعمرك ما طول هذا الزّمن … على المرء إلا عناء معن (?)

أراد معنّى، فحذف الياء وإحدى النونين:

وقال أيضا في هذه القصيدة:

وعهد الشّباب وثاراته … فإن يك ذلك قد زال عن (?)

يريد: عنّي.

وقال لبيد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015