ومثله قول زهير:
ثم استمروا وقالوا إنّ موعدكم … ماء بشرقيّ سلمى فيدأو ركك (?)
واسم الماء- فيما ذكروا: ركّ، فاضطرّ الشاعر إلى تحريك الكاف الأولى، بحركة الراء، ومثله في هذه القصيدة:
كما استغاث بسيء فزّ غيطلة … خاف العيون فلم ينظر به الحشك (?)
وإنما هو: " الحّشك " ومعناه: الدّرّة، وامتلاء الضرع، من قولك: حشك يحشك حشكا. قال الهذلي:
إذا تجرّد نوح قامتا معه … ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا (?)
فكسر اللام من " الجلد " إتباعا للجيم، والقصيدة من الضرب الأول من البسيط، موضع اللام من " الجلد " متحرّك.
وأولها:
ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما … لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا (?)
وأما قول الراجز:
علّمنا أخوالنا بنو عجل … شرب النبيد واعتقالا بالرّجل (?)
فليس من هذا الباب، وإنما هو من باب إلقاء حركة الحرف الأخير على الساكن الذي قبله، وهو جيّد بالغ في الكلام والشّعر، كقولك: " مررت ببكر "، " وهذا بكر "؛ كقول أوس:
... … كما طرّقت بنفاس بكر (?)
أراد: " بكر " ومثله:
عجبت والدّهر كثير عجبه … من عنزيّ سبّني لم أضربه (?)