ومثله قول زهير:

ثم استمروا وقالوا إنّ موعدكم … ماء بشرقيّ سلمى فيدأو ركك (?)

واسم الماء- فيما ذكروا: ركّ، فاضطرّ الشاعر إلى تحريك الكاف الأولى، بحركة الراء، ومثله في هذه القصيدة:

كما استغاث بسيء فزّ غيطلة … خاف العيون فلم ينظر به الحشك (?)

وإنما هو: " الحّشك " ومعناه: الدّرّة، وامتلاء الضرع، من قولك: حشك يحشك حشكا. قال الهذلي:

إذا تجرّد نوح قامتا معه … ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا (?)

فكسر اللام من " الجلد " إتباعا للجيم، والقصيدة من الضرب الأول من البسيط، موضع اللام من " الجلد " متحرّك.

وأولها:

ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما … لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا (?)

وأما قول الراجز:

علّمنا أخوالنا بنو عجل … شرب النبيد واعتقالا بالرّجل (?)

فليس من هذا الباب، وإنما هو من باب إلقاء حركة الحرف الأخير على الساكن الذي قبله، وهو جيّد بالغ في الكلام والشّعر، كقولك: " مررت ببكر "، " وهذا بكر "؛ كقول أوس:

... … كما طرّقت بنفاس بكر (?)

أراد: " بكر " ومثله:

عجبت والدّهر كثير عجبه … من عنزيّ سبّني لم أضربه (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015