شرح كتاب سيبويه (صفحة 1277)

و (لكنّ)، فصار ما بعدها موضع ابتداء وخبر مثله.

إنّ من يدخل الكنيسة يوما … يلق فيها جآزرا وظباء (?)

ومعناه إنه، ولذلك لو خفّفت (إنّ) والاسم فيها ضمير- كقوله:

ويكأن من يكن له نشب يحبب … ومن يفتقر يعش عيّش ضر (?)

لأنه موضع يقع فيه ابتداء وقد عملت أن في المضمر، ولم يجز أن تنوي في كان وأشباهه علامة إضمار المخاطب، ولا تذكرها لأن علامة إضمار المخاطب في ليس، وكان كعلامة المخاطب في الفعل الماضي، وهي تاء ملفوظ بها كقولك: قمت وذهبت ولا يجوز حذفها لأنها فاعل، والفاعل لا يحذف، فيبقى الفعل فارغا من الفاعل؛ ومن وجه آخر وهو أن علامة الفاعل المخاطب بعض صيغة الفعل، فلو حذفناها بقي كن في معنى كنت وليس في معنى لست وهذا محال، لأنكّ لا تقول: كن من يأتك تأته، وليس من يأتك تأته، فإذا كان الفعل مستقبلا جاز أن تنوي لأنه ليس له علامة ملفوظ بها، وذلك قولك للمخاطب: تكون من يأتك تأته، وفي (تكون) ضمير الفاعل المخاطب، وفي بيت الأعشى:

أن هالك كل من يحفى وينتعل (?)

وفي حاشية كتاب أبي بكر مبرمان: هذا معمول، والبيت:

أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل (?)

قال أبو سعيد:

الشاهد في كلتا الروايتين واحد لأنه في إضمار الهاء في (إنّ) وتقديره إنه هنالك وإنه ليس، وباقي الباب مفهوم.

هذا باب يذهب فيه الجزاء من الأسماء كما ذهب في (إن) و (كان) وأشباههما

غير أنّ (إنّ وكان) عوامل فيما بعدهن، والحروف في هذا الباب يحدثن فيما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015