ونصبا كما تعمل " إن " وقد يجوز " أفضل منك " أن يكون رفعا " بلا " ويجوز أن يكون رفع بخبر الابتداء لأن " لا " وما بعدها في موضع مبتدإ.
اعلم أن التنوين يقع من المنفي في هذا الموضع إذا قلت:
لا غلام لك، كما يقع من المضاف إلى اسم وذلك إذا قلت: لا مثل زيد.
والدليل على ذلك قول العرب: لا أبا لك ولا غلامي لك. وزعم الخليل أن التنوين إنما ذهب للإضافة؛ ولذلك لحقت الألف الأب التي لا تكون إلا في الإضافة.
وإنما كان ذلك من قبل أن العرب قد تقول: لا أباك في معنى لا أبا لك، فعلموا أنهم لو لم يجيئوا باللام لكان التنوين ساقطا كسقوطه في " لا مثل زيد " فلما جاءوا بلام الإضافة تركوا الاسم على حاله قبل أن تجيء اللام إذ كان المعنى واحدا وصارت اللام بمنزلة الاسم الذي ثنى به في النداء.
ولم يغيروا الأول عن حاله قبل أن يجيئوا به وذلك قولهم:
يا تيم تيم عديّ ... (?)
وبمنزلة الهاء إذا لحقت " طلحة " في النداء لم يغيروا آخر " طلحة " عما كان عليه قبل أن تلحق وذلك قولهم (في بيت النابغة):
كيلني لهم يا أميمة ناصب … ... (?)
ومثل هذا: " اللام " قول الشاعر إذ اضطر:
... … يا بؤس للجهل ضرارا لأقوام (?)
حملوه على أن اللام لو لم تجئ لقلت يا بؤس الجهل.