الردة بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- حصلت، ولا أحد ينكرها، ورجع إلى الدين كثيرٌ ممن ارتد، وبقي من بقي ومات على ردته، بعضهم قتل وهو مرتد، فمن رآه منهم فهو من أصحابه، وإن كان هذا النوع وجد فيمن لم يخالط الإيمان بشاشة قلبه، وإن دخل في أصل الإيمان، دخل في الإسلام من الأعراب والبوادي الذين لم تخالط بشاشة الإيمان قلوبهم، لكن يبقى كبار الصحابة علماء الصحابة فقهاء الصحابة، ما ارتد منهم أحد أبداً، لا يمنع أن يوجد من يرتد من الصحابة؛ لعدم مخالطة الإيمان لقلبه مخالطةً تامة، لعدم تمكن الإيمان من قلبه، وجد من الأعراب من يعطى من المال، يعطى من الزكاة وهو لا يستحق غني، لماذا؟ لكي يتقوى إيمانه، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يعطي الرجل ويترك من هو أفضل منه خشية أن يكبه الله في النار؛ لأن مثل هؤلاء الأعراب الذين ما تكمن الإيمان من قلوبهم مثل هؤلاء يعني عرضة لأن يرتدوا، وقد ارتد منهم من ارتد، ولا يعني هذا أن من كبار الصحابة من ارتد، من علماء الصحابة من ارتد، من فقهاء الصحابة من ارتد أبداً لا يوجد منهم أحد، المنافقون في الأصل ما دخل الإيمان في قلوبهم هم في الباطن كفار فلا يحسبون من هؤلاء، من ارتد من دخل في الإسلام ثم وجد فرصة هذا الخلل الذي حصل بوفاته -عليه الصلاة والسلام-، أو حصل له شبهة جعلته يرتد؛ لأنه ما دام رسول من قبل الله -عز وجل-، ينبغي أن لا يموت جهل فارتدوا بسبب ذلك، وأما الكبار الفقهاء العلماء أجلاء الصحابة ما يعرف منهم أحد، نعم.
عفا الله عنك، السؤال الأخير يقول: من البلايا التي ابتليت بها الأمة الإسلامية في هذه الأيام والتي يواجه بها أهل الغيرة شدةً من الإنكار هي وجود فتاوى من بعض من ينتسب إلى العلم مع أنها خطأ فيقع كثيرٌ من الناس في المنكرات كالإفتاء بجواز القنوات الفضائية والنظر إليها وغيرها من الفتن، مع أنه يوجد في هذه القنوات الفضائية من يتكلم على مثل هذه الأحداث ومثل هذه الفتن فيَضل ويُضل الناس، فما توجيهكم على هذا وفقكم الله؟