نعم، جد عبيد الله بن عمر، لا جد شيخه خبيب، "عن جده حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يوشك -يعني يقربُ- الفرات -النهر المشهور- أن يحسر -يكشف- عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً)) إنما نهي عن الأخذ منه؛ لما ينشأ عن ذلك من الفتنة والقتال عليه، وفي مسلم: ((يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقبل الناس عليه فيقتلُ من المائة تسعة وتسعون، ويقول كل واحدٍ منهم -مع رؤيته كثرة القتلى- يقول: لعلي أكون أنا الذي أنجو)) طمع، الطمع، يقتل من كل مائة تسعة وتسعين ومع ذلك يقول: لعلي أنا الواحد الذي أنجو، هذا الباعث عليه الطمع هو الذي وراء كثير من المشاكل يحمل الناس على أن يقتتلوا، الطمع في الدنيا وحطامها، وإيثار العاجل على الآجل هو وراء هذه الفتن، حملهم الطمع على أن يقتل بعضهم بعضاً، وهنا يرى الناس يقتلون لا ينجو إلا الواحد من المائة، ومع ذلك يقول: لعلي أن أكون الناجي، فالناس يقتحمون هذه الغمرات، ولو وجدت الدراهم والدنانير في نار لاقتحموها، ولو وجدت في بحر لغاصوا فيه،، والله -سبحانه وتعالى- يأمرهم بالواجبات، وينهاهم عن المحرمات من غير كلفة ولا مشقة، مع اليسر والسهولة ومع ذلكم يؤثرون هذا العاجل الفاني على الآجل.
"قال عقبة -ابن خالد اليشكري- وحدثنا عبيد الله" ابن عمر بن حفص السابق، "حدثنا أبو الزناد" عبد الله بن ذكوان "عن الأعرج" عبد الرحمن بن هرمز "عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله" أي مثل الحديث السابق، "إلا أنه قال: ((يحسر عن جبل من ذهب)) " وهناك قال: ((عن كنزٍ من ذهب))، والمعنى واحد، الجبل كنز، الشيء المدفون الذي لا يرى كنز، ((يحسر عن جبلٍ من ذهب)) يعني بدل من قوله: ((عن كنز)) وأشار به أيضاً أن لعبيد الله بن عمر إلى أن له فيه إسنادين، هنا يرويه عن أبي الزناد، وهناك يرويه عن خبيب بن عبد الرحمن.
طالب:. . . . . . . . .