"ما سلك رجل طريقاً يلتمس فيه علماً إلا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة": وهذا من نعم الله -جل وعلا- أن رتب الأجور على بذل الأسباب وترك النتائج بيده، فالنتائج بيد الله -جل وعلا-، الإنسان يجتهد، يبذل السبب، هو مأمور ببذل السبب على ألا يعتمد على هذا السبب، فالمسبب هو الله -جل وعلا- والمسهل والميسر هو الله -جل وعلا-، عليه أن يبذل السبب ويسلك الطريق، ولو طال الطريق، وأيش. . . . . . . . . هذا، بعض الناس يطلب العلم خمسين ستين سنة، الأمر سهل، أنت يكفيك مثل هذا الوعد: "ما سلك رجل طريقاً يلتمس فيه علماً إلا سهل الله له به طريقاً إلى الجنة": أيش قصدك؟ قصدك تنجو من النار وتدخل الجنة، هذا الطريق، أما كونك تكون عالماً أو لا تكون هذا بيد الله، اسأل الله -جل وعلا-، فالسبب سلوك الطريق، والمسبب هو العلم، والمسبِب هو الله -جل وعلا- والنتائج بيده، وهذا في جميع أبواب الدين، أن تبذل السبب وتترك النتائج لله -جل وعلا-، تأمر، نعم، وهدفك أن ينتشر الخير بسببك، تنهى وقصدك أن ينكف الشر بسببك، وتمتثل أمر الله وأمر نبيه -عليه الصلاة والسلام- كون المأمور يأتمر أو المنهي ينتهي أو لا ينتهي هذا ليس بيدك، أجرك ثبت ووزره عليه، فهذا الطريق طريق إلى الجنة، وهذا الوعد من الصادق المصدوق كما في الخبر المرفوع الآتي، هذا مرتب على مجرد بذل السبب، والإنسان ليس بيده إلا هذا، نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا وكيع عن مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله: "إن استطعت أن تكون أنت المحدَّث فافعل".

وهذا الأثر عن ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: "إن استطعت أن تكون أنت المحدث فافعل": وهذا من باب التدافع والتدارؤ المعروف عند السلف، الناس يتسابقون على الكلام وابن مسعود يقول: "إن استطعت أن تكون أنت المحدث، أنت المستفيد من غيرك فافعل، لكن هل هذا يطرد؟ يستمر الإنسان طول عمره يستمع للناس ولا يفعل شيء؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015