يعني لو تصرونا حال شخص توفي قبل خمس سنوات، مدرس من أربعين سنة يمن عليه من يعطيه كأس الماء، ويأخذ الماء بالجيك من المسجد، وليس عنده أي شيء من الوسائل التي تريحه، لا عنده كهرب، ولا فرش، ما عنده شيء، البيت على التراب، ومع ذلكم لما توفي وجدت رواتبه من يوم التعيين إلى وفاته، راتب كل شهر مربوط بحبل ومكتوب عليه شهر كذا من عام كذا، ويجمعه بعلب حليب، من أول يوم إلى أن مات، ووجدت مدفونة في المدفن، ووجد شنط فيها بشوت ومشالح بعدد بنات إخوانه، أكلتها الأرضة، بنات إخوانه؛ لأنه جرت العادة إنه إذا تزوج، هو ما تزوج، إذا تزوجت بنت الأخ، هو عم يصير عم، يعطى العم بشت، وجد بعدد بنات الإخوان، والدراهم وجدت مربوطة بحبال مكتوب عليها، مثل هذا مثل اللي عنده علم ولا ينفق منه، هذا محروم بلا شك، هذا محروم، وليس هو المحروم الذي تدفع له الصدقة، {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [(24 - 25) سورة المعارج]، ليس هو الأول، وإن سميت بالعرف محروم، نعم، هو محروم عرفاً، لكنه شحيح في الاصطلاح، نسأل الله السلامة والعافية، فالذي عنده علم ولا ينفع نفسه، ولا ينفع غيره مثل هذا، مثل الذي عنده كنز لا ينفق منه، يكون وبالاً عليه، وقوداً له يوم القيامة، تمثل له أمواله كما جاء في الحديث الصحيح، فيعذب بها، والله المستعان.

هذا يقول: من عبد الله الذي يروي عنه أبو عبيدة؟

أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود، فعبد الله هذا أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، ابن أم عبد، صحابي شهير من جلة الصحابة، وخيارهم، وبعضهم يرى أنه إذا أطلق عموماً عبد الله في السنة، إذا أطلق واشتبه ولم يتعين، ولم يستطع الباحث تعيينه أنه ابن مسعود، يعني من خلال التلاميذ ما استطاع أن يبين، إذا اشترك الراوي عن العبادلة مثلاً وابن مسعود فينصرف الذهن إلى ابن مسعود، وإذا أطلق عبد الله انصرف إليه، فضلاً عن كونه يروي عنه ابنه أبو عبيدة.

يقول: الصوت في بداية الدرس ضعيف ولم نفهم سبب ذكر أبي خيثمة في بداية السند؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015