"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: "ما سمعته وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة".

لا شك أن الحفظ في الصغر والتعلم في الصغر كالنقش في الحجر، ويستمر مع الإنسان إلى وفاته، إن لم يختلط قبل ذلك، يستمر معه هذا المحفوظ، وقد يستمر معه بعد الاختلاط، إذا تلقاه في الصغر، أما ما تلقاه بعد ذلك فيضبط منه ما يضبط، وما احتاج إليه، وما كرره، وما راجعه، وما ذاكر فيه يثبت، أما الباقي ينساه، وذكرنا فيما سبق أن كثير من طلاب العلم يذكرون ما تلقوه في المعاهد أكثر مما يذكرون مما تلقوه في الكليات؛ لأن في المعاهد وقت الحفظ، وقت التحصيل الصحيح بالحفظ والتخزين، يعني في وقت المراهقة، هذا أنسب وقت للحفظ، ثم بعد ذلك يضعف، نعم يزداد الفهم ويصح التصور بعد ذلك، لكن الحفظ يضعف قليلاً، لكنه في النهاية بعد عشرين، ثلاثين، أربعين، خمسين سنة يذكر ما حفظه في الصغر، وليكن من طلاب المعاهد يحفظ ما حفظه في المعاهد، والمعاهد فيها متون مباركة يؤسس ويؤصل عليها طالب العلم، ومازالت -ولله الحمد- بهذه المثابة، وإذا انتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة تليها هو أيضاً مازال في قوة الشباب ونشاط الشباب، لكن حفظه أقل مما سبق.

يقول: "ما سمعته وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة" ولذا تجدون الإنسان إذا هرم أو خرف يكون المسح للأقرب فالأقرب في ذهنه، أبداً، الأقرب فالأقرب حتى يأتي إلى آخر ما اللي هو في أول أمره، يعني الذي سمعه العام الماضي هذا ما فيه إشكال ما هو مستحضره أو اليوم أو أمس أو العام، أو الذي قبله، أو الذي قبله، إلى أن يأتي إلى العصر الذهبي بالنسبة لعصر الشباب، يعني يذكر منه شيء، ثم يبدأ يمسح يمسح إلى أن ينتهي، يطبق، وهذا موجود في المختلطين، يعني آخر ما ينسى ما عرفه في الصغر، وما حفظه في الصغر.

أحسن الله إليكم:

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015