لا يبيعون العلم، وجمهورهم لا يأخذ على التحديث أجر، وإنما يشترون هذا العلم، يعني تكلفة هذا العلم، قد يكلف مثلاً حضور الدرس عند فلان من الناس مبلغ، ويراد بذلك ما يحتف به، وما يحتاج إليه، يحتاج إلى قلم، يحتاج إلى دفتر، يحتاج إلى كتاب، تراجع حساباتك، هل هذا الشيخ عنده من العلم ما يكلف بمقدار ما يعلمنا به؟ الآن -ولله الحمد- توسعت الدنيا والتعليم مجان، لكن في السابق مثلاً يذكر أن الطلاب يأتون إلى الشيخ ليقرؤوا عليه في الكتاب، فيقول مثلاً: هذا اليوم كل واحد منكم يجيب درهم للقربة، قربة الماء، اليوم الثاني تحضرون درهم من أجل الرمل الذي يفرش به المدرسة، درهم للبسط، درهم لكذا، وشاف المسألة موازنة، من يشتري العلم بثلاثة دراهم عند هذا؟ المسألة ما نتصور أن المسألة درهم لو تعطيه بزرك وإلا شيء ريال ريالين عشرة ما ترضيه، الآن -ولله الحمد- الأمور متيسرة، لكن في وقت الدرهم يحتاج إليه، يفك أزمة، فإذا كان هذا العلم لا يسوى درهم عند هذا الشيخ، الحضور عنده مضيعة وقت، لكن بعض أهل العلم من يكون العلم عنده بخزائن الأرض، كما فعل طاووس، أهدى لعكرمة نجيباً بستين ديناراً، عكرمة مولى، يقول الحاضرين: تهدي مولى ستين دينار يكفيه نجيب بدينارين أو ثلاثة، قال: لا، لا، ألا أشتري علم ابن عباس بستين دينار؟ يُشترى علم ابن عباس بميزانيات الدول، ويش ستين دينار؟ المسألة مسألة علم، يعني رفعة في الدنيا والآخرة.
فمن يشتري علماً بدرهم؟ هو محتاج إلى قلم وورقة وشيء من هذا كلها ما تساوي درهم، وهذا من باب التنشيط على طلب العلم، درهم ويش هو بالنسبة للعلم؟
"قال أبو خيثمة: يقول: يشتري صحيفة بدرهم يكتب فيها العلم" فيكون هذا العلم كلفه درهم، الناس في أمور الدنيا يحسبون حساباتهم وميزانياتهم كذا، وينظرون في الربح والخسارة معقولة، لكن في العلم ترى ربحان على أي وجه، تقول: والله العلم يكلفنا كتب، يكلفنا مسجل، وأشرطة، وتعب، وروحات وجيات، وبنزين وأوقات، يا أخي ويش هو هذا بالنسبة لما تستفيده من علم؟ هذا لا شيء، هذا لا شيء بالنسبة لما تستفيده من علم، نعم.
أحسن الله إليك: