ذكرنا بالأمس طريقة ونرجو أن تكون نافعة إذا جد الإنسان، لا بد من الجد والاهتمام وصرف الوقت الكافي، وإلا الذي يصرف وقت يسير هذا بيطول، يطول به الأمد، فذكرنا أنه يكون محور الدراسة صحيح البخاري، صحيح البخاري مخدوم مخرج ومرقم، ما عاد يشكل شيء على طلاب العلم، فإذا جئت إلى الحديث الأول تنظر في مواضع تخريج البخاري لهذا الحديث، تنظر في أسانيدها وتراجمها، وزيادات المتون ونقصها، وتتصور هذا الحديث تصور كامل في صحيح البخاري، ثم بيقول لك المخرج من خلال الطبعة السلطانية التي ذكرناها المصورة بيقول لك: قدامه ميم، ترجع إلى صحيح مسلم، تشوف ماذا قال عنه مسلم؟ في سياق أسانيده ومتونه وكذا، والترجمة التي ترجم عليها شراح مسلم، ثم تضع عليه علامة أن هذا سبقت دراسته في البخاري؛ لأنه من المتفق عليه، تنظر أيضاً إذا كان الحديث الأول مخرج في أبي داود ترجع إلى أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وتضع على كل شيء علامة، إذا نظرت وتصورت وقرأت ترجمة الإمام على. . . . . . . . . ترجم عليه البخاري بكذا وكذا وكذا في سبع تراجم، ترجم عليه في شرح النووي بكذا، في شرح القاضي عياض بكذا؛ لأن كل شارح من شروح مسلم له ترجمة، والترجمة معناها الفقه المستنبط من هذا الحديث، ثم تأتي ترجم عليه أبو داود بكذا، ترجم عليه النسائي بكذا، ترجم عليه .. إلى آخره، وتضع علامات على أن هذا الحديث درس في صحيح البخاري.
إذا انتهيت تكون انتهيت من الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان، فتأتي إلى زوائد مسلم فتدرسه على الطريقة السابقة، خلاص انتهيت من البخاري، على جنب، تأتي إلى هذه الزوائد زوائد مسلم فتدرسه على الطريقة السابقة بمقارنة السنن، وتضع علامات، ما تنتهي من آخر كتاب إلا عندك الزيادات قليلة -إن شاء الله تعالى-، لكنها تحتاج إلى همة، وتحتاج إلى وقت، فاحرصوا.
الحريص على طلب العلم والغيور على واقع الأمة لما يراه من تقصير وتفريط يكون على حيرة من أمره فإن بنى نفسه وقرأ وحصل غفل عن نفع الأمة والنصح لها، ويخشى أن يموت قبل أن يقدم، وإن تقدم بذل وتكلم يكون قد أقحم نفسه في مرتقاً صعب، ينتج منه صدارة قبل النضج، وسيادة قبل العلم، فما هو المخرج؟