لا أبداًَ، لكنه يريد الله -جل وعلا- خيراً بمن يفقهه في الدين، خيراً وقدراً زائداً على أصل الدين، فعوام المسلمين عندهم الدين، والتفقه في الدين قدر زائد على أصل الدين، فهذا خير على خير، ولا يقول قائل: إن العوام الذين لا يطلبون العلم أراد الله بهم شراً، لا، الذين وفقهم الله -جل وعلا- لاعتناق هذا الدين والاستسلام والانقياد لله -جل وعلا-، بحيث لا يكون لهم خيرة إذا جاءهم أمر الله وأمر رسوله، هؤلاء أراد الله بهم خيراً، لكن من فقهه الله في الدين يضاف إلى ذلك الخير خير عظيم، فمفهومه أنه لم يرد الله به خيراً، نعم، لم يرد الله به خيراً: الخير المرتب على التعلم والتفقه في الدين، أما الخير الموجود في أصل الإسلام موجود في عوام المسلمين وموعود لهم، نعم.

حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: "يا أيها الناس تعلموا فمن علم فليعمل".

يقول -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: "يا أيها الناس تعلموا: تعلموا لتناولوا من الله -جل وعلا- الأجر والثواب العظيم، المرتب على العلم والتعلم.

فمن علم فليعمل": الثمرة العظمى المرتبة على العلم والمرجوة منه هي العمل به، وإلا فالذي لا يعمل بعلمه، لا يأتمر بالأوامر ولا ينتهي إذا نهي عن شيء هذا علمه وبال عليه.

"تعلموا فمن علم فليعمل": بما علم؛ لأن الثمرة هي العمل، وإلا فالعلم بلا عمل كما يقال: كالشجر بلا ثمر، كالشجر بلا ثمر، لا فائدة فيه.

والعمل يختلف، إن كان العمل واجب وجب العمل به، وفسق بتركه، وخرج عن دائرة أهل العلم ولو حصل شيئاًِ من العلم، فما يحمله الفساق من علم هو ليس بعلم في الحقيقة، إنما العلم ما نفع، وعمل به صاحبه، وبين له ووضح له الطريق الموصل إلى الله -جل وعلا-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015