كثير من طلاب العلم، الذين تعدوا ما أمر به النبي - عليه الصلاة والسلام - عبد الله بن عمر يريدون أن يرجعوا إلى أمر به عبد الله يعني كون الإنسان ماشي على عبادة، ((أحب العمل إلى الله أدومه)) ألآن ما دوام عليه تركه نقص منه فليس بمحبوب لله - جل وعلا- ما دام ترك شيء منه ولم يداوم عليه نقول: إن كان البديل، إن كان البديل عبادة أخرى مثلها أو أفضل منها فلا مانع، أما أن تترك العبادة لا إلى بدل فلا شك أن هذا ملل من هذه العبادة وإن كان لك أصلا ومستند، لم يفعل به من خوطب به، لأنه لم يفهم منه ما فهمت، لم يفهم منه ما فهمت، فإن كان البديل قراءة القرآن على الوجه المأمور به فهذا لا شك أنه الأفضل، أن يقلل القراءة وتكون هذه القراءة على المأمور به.

((وصالا يدع المتعمقون تعمقهم)) يعني: شخص قيل له اقرأ القرآن في سبع، قال لا أستطيع أكثر من ذلك كما قال: عبد الله بن عمر، قال ما دام تستطيع اقرأ القرآن كل يوم، صار يقرأ القرآن كل يوم فوجد مشقة شديدة عليه، وترك لبعض الأعمال التي بعضها واجب، وبعضها متأكد، فالنهاية يدع المتعمق هذا تعمقه كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام، ((لواصلنا وصالا يدع المتعمقين تعمقهم))، وليس في هذا تزهيد في قراءة القرآن كلا، لكن عندنا موازنات، إنسان يريد أن يقرأ عشرة في اليوم على وجه وعلى طريقة قد لا يتحقق فيها الأمر بالترتيل والتدبر وأخر يريد أن يقرأ نصف المقدار مع شيء من التدبر والترتيل نقول: الوجه الثاني أفضل بلا شك، وهذا قول جماهير أهل العلم وإن كان الشافعية يقولون: أن الإكثار أفضل من التطويل ولو كان من غير تدبر ولا ترتيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015