هذا معلوم من الدين بالضرورة أنه لو كان إطعام حسي، وشراب حسي قلنا: أفطر ما. . . . . . . . . ولما كان جوابه: ((إني لست كهيئتكم)) إني لست كهيئتكم، ما يمكن، يعني لو يوصفون له مجموعة من الناس صائمون، ولم يجدوا ما يفطرون به فقراء، وواحد منهم ينقل إليه طعام وشراب من بيت المال مثلا طعام وشراب حسي، يمكن أن يقول لهم: أنتم ناموا ارتاحوا أنتم تعبانين من الجوع والعطش، أنا ما أنا مثلكم يا أخي يقول: أنا ما أنا مثلكم أنا يجيني طعام وشراب، هذا المفهوم المتبادل من السياق، لكن هل نقول أنه واصل مثلهم؟ هل نجيز ما نستطيع أن نقول لأنه أفصح يعني هذا من باب التقريب وإلا ما في مناسبة، أو مقارنة فتمشية كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى - لا بد أن يكون على هذا.
وفي رواية للبخاري: ((إني أضل أطعم وأسقى))، إني أضل أطعم وأسقى، يقال: ظل فلان يفعل كذا، وبات فلان يفعل كذا، بات يفعل كذا يعني: في الليل، وظل يفعل كذا يعني: بالنهار، بات يفعل كذا، بات يراقب القمر، بات ((عينٌٌٌ باتت تحرس في سبيل الله))، أولا: لا يلزم أن يكن نائما، بل الأصل فيه أن يكون يقضان، ((باتت تحرس في سبيل الله)) يعني: وهو مستيقظ متيقظ، وظل يقولون: أنه استمر يعمل نهارا، بات ليلته يفعل كذا وهذا ظل يفعل كذا، ((إني أضل أطعم وأسقى))، لو أطعم وأسقى في النهار، أفطر وإلا ما أفطر؟ فهذا الطعام الذي يرد إليه لا يحصل به الفطر سواء كان في الليل أو في النهار، هنا إجمال ((إني أطعم وأسقى)) يحتمل أن يكون في الليل وهو الظاهر من السياق الذي هو وقت السؤال، وقت السؤال عن الوصال، الليل ماهم بيسالون عن الوصول بالنهار، لا يسألون عن الليل، فقال: ((إني أطعم وأسقى)) يعني: بالليل الذي هو وقت الوصال، وقوله: ((إني أضل أطعم وأسقى)) يشمل الليل والنهار، يشمل الليل والنهار، وإن كان الأصل في إطلاق أظل أنه في النهار في مقابل أبيت.
قال -رحمه الله-: عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال: ((إياكم والوصال، إياكم والوصال، إياكم والوصال)) الحديث الأول مخرج وإلا غير مخرج؟ الرواية الأولى عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى لله عليه وسلم إلى أخره.