يعني الأولى أن يقال وإن أدرك يومك أو يدركني يومك، ولا شك أن الإدراك فيه طرفان مدرٍك ومدرَك والمدرك ومدرك والعكس، يعني: نظير ما قيل {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [سورة النجم: 8] , بعضهم يقول: هذا مقلوب تدلى ثم دنى لأن الدنو فرعٌ عن التدلي، والإدراك يكون المتأخر يدرك المتقدم أو المتقدم يدرك المتأخر؟ وعلى كل حال بالنسبة للآية ما فيها قلب ولا شيء, فالتدلي من الدنو, والدنو من التدلي, وهما متقاربان في المعنى سواء قيل هذا أو قيل هذا يعني مثلما قلنا مراراً أنه نظير ما يكتبون، اربط حزام الآمان، يعني: لو قيل ازحم رباط الآمان اختلف المعنى ما يختلف، يعني في التدلي قرب والقرب تدلي ما فيها إشكال يعني قدم هذا أو أخر كل هذا رد على من يقول: أن هذا مقلوب لكن عندنا بالنسبة للإدراك, الآن إذا دخل شخص ليدرك الصلاة، يدرك قوم تقدموا عليه، يدرك قوم تقدموا عليه, فعلى هذا قوله: وإن يدركني يومك هذا المتأخر وأنا متقدم عليه.
طالب:. . . . . . . . .
ما في شيء ما في قلب، لكن إذا نظرنا أن اليوم ثابت لا يتغير عن مكانه, ثابت لا يتغير عن مكانه, فالذي يدرك الثابت وإلا المتحرك؟ المتحرك الذي يدرك الثابت، ولذا قالوا: الأصل أن يقال: وإن أدرك يومك أنصرك نصراً مؤزرا، الآن لو افترضنا شخص في الخمسين من عمره، في الخمسين من عمره, قبل أو في الستين يقال له هل أدركت فلان الذي توفي قبل خمسين سنة وإلا ما أدركته؟ أو يقال: هل أدركك فلان؟ هل أدركت فلان لماذا؟ لأن المتأخر هو الذي ينظر إلى المتقدم فيدركه أو يفوته، كما قلنا: في إدراك من تقدم عليه في الصلاة، لكن فرق بين متحرك يدرِك ويدرَك وبين ثابت لا يتقدم ولا يتأخر فهو مدَرك على كل حال.