كتب العبرانية ولا ينتقل الإنجيل إذا كتب بالعربية إلى أن يكون قراناً، والقصة من ألأدلة الدامغة الاشاعرة, ومن يقول قولهم: أن كلام الله واحد, لا يتغير قديم أزلي ليس بمتجدد, ولا حادث، تكلم به مرة واحدة، فإن تكلم فيه أو عبر عنه بالعربية كان قرآناً, والعبرانية كان إنجيلاً, وبالسريانية يكون توراة, وهو واحد ما يتغير لكنه يتغير تبعاً للغته، وعلى هذا يكون المنزل من عند الله واحد، فأنزلت الفاتحة على موسى, وعلى عيسى, وعلى محمد، لكن اللغات مختلفة، وهل هذا الكلام صحيح؟ هذا باطل، هذا باطل ولو كان صحيحاً لقالت: ما جاءك جديد، اقرأ نزلت على موسى, وعلى عيسى, وهاهي موجودة مترجمة ترجمة ورقة من الإنجيل،: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [سورة العلق: 1] ترجمها بالعربية, لو كان الأمر ذلك ما جديد، لكن هذا الكلام ليس بصحيح، كلام الله - جل وعلا- وإن كان قديم النوع, قد تكلم في القدم والأزل إلا أنه متجدد الآحاد, فهو- جل وعلا- يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء، وكان يكتب الكتاب العربية فكتب من العربية ما شاء الله أن يكتب, لكن ما يلزم أن ينتقل ورقة من النصرانية إلى الإسلام عنده ما سينزل على النبي - عليه الصلاة والسلام - من أول البعثة إلى وفاته، يكون عند ورقة ابن نوفل إلا أنه بدلاً من أن يقرأه بالعبرانية يترجمه كامل بالعربية ويقول: هذا المصحف، وكل ما أنزل على الرسول - عليه الصلاة والسلام - شيء فتح المصحف وطلعه وقال: هذا موجود عندي, وحينئذ لا داعي لإرسال محمد, والقرآن موجود وورقة يقرأه على الناس, هذا ما جاء بجديد الرسول - عليه الصلاة والسلام - على حد زعمهم وقولهم، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخ كبيراً قد عمي فقالت خديجة: أي ابن عم اسمع من ابن أخيك، نادته بأي التي هي الأصل لندى البعيد لأنه عمي وثقل سمعه فصارت ترفع صوتها, أي أبن عمي كأنه بعيد اسمع من ابني أخيك، اسمع من ابن أخيك, وهو كبير بالنسبة له - عليه الصلاة والسلام-، فيكون بمثابة العم له ولها, فقال: ورقة ابن أخي يعني: يا ابن أخي ما ترى فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس, الذي أنزل على