لابن حجر كتاب اسمه" الخصال المكفرة" "الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة" ذكر فيها عدة أحاديث فيها تكفير الذنوب السابقة واللاحقة, وتكفير الذنوب على أمور يسيرة، الصلوات الخمس كفارات لما بينها، رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما، العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، الجمعة إلى الجمعة يعني: فماذا يبقى من الذنوب إلا بالنسبة للشخص كتبت عليها الشقاوة، فإذاً هذه المكفرات والله -جل وعلا-: ((يبسط يده بالليل ليتوب مسي النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسي الليل)) فماذا بقي من الحجة من حجة الخلق على الخالق؟ لا حجة لأحد معا أن فيا الأصل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة والسيئة سيئة واحدة، ذكرنا من قال من أهل العلم: أنه قد خاب وخسر من فاقت آحاده عشراته، يعني: إذا عمل حسنة يعمل في المقابل عشر سيئات، فكيف يعمل إحدى عشرة أو اثنتا عشرة سيئة في مقابل حسنة واحدة وهذه مضاعفة وهذه ليست مضاعفة، ممن يجدر التنبيه عليه ما جاء في آخر سورة الفرقان {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [سورة الفرقان: 70] يبدل الله سيئاتهم حسنات يعني يتوب عليهم ويمحوا أثر السيئات والزلات والذنوب والخطايا كلها تمحى بالتوبة, وتبدل هذه السيئات حسنات، وأي فضل أعظم من هذا؟ وأي ترغيب في التوبة أشد من هذا؟ ومع ذلك نجد من يصر على الجرائم على الذنوب على المعاصي, وكما قال الله -جل وعلا-: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [سورة الليل: 4]، هذه السيئات التي كانت سيئات ثم بدلت حسنات يرد فيها سؤال يذكره ابن القيم وشيخ الإسلام وغيرهم يقول: " لو افترضنا أن شخصين بلغا من العمر سبعين سنة ثمانين سنة, أحدهما ليست له صبوة، ولما كلف لزم التعبد ولم يعصي، إلى أن بلغ الثمانين ومات على هذه الحال وهو صوام قوام ملازم للطاعات, مجتنب للسيئات والآخر العكس ما ترك شيء إلا فعل من الجرائم والمعاصي والذنوب، بلغ الثمانين ثم تاب توبة نصوحاً ثم مات, أيهما أفضل عند الله؟ " هاذاك سيئاته مكتوبة سيئاته أصلية، والثاني حسناته أصلية، الأول حسناته أصلية ومكتوبة له ومثبته في