من أهل العلم من يرى أن ليلة القدر في جميع ليالي العام، يعني: ليلة من ليالي العام في رمضان وفي غيره، وهذا يذكر عن ابن مسعود بأنه قال: "من قام العام أدرك ليلة القدر"، من قام العام أدرك ليلة القدر، وليس هذا بنص صريح بأن ابن مسعود يرى أن احتمال أن تكون ليلة القدر في شعبان في شوال في محرم في صفر؟ لا ليس بمتعين أن يكون رأي ابن مسعود أنها في غير رمضان، لكنه من قام العام كما انه من قام رمضان أدرك ليلة القدر وهي ليلة واحدة، فهي ليلة من ليالي العام، من قام العام كاملاً أدرك ليلة القدر وفي هذا حث على القيام لابن سعود -رضي الله عنه-، في رمضان وفي غير رمضان لكن لا يعني أنه يرى أن ليلة القدر احتمال أن تكون في غير رمضان، وعامة أهل العلم على أنها في رمضان فمنهم من يرى أنها في جميعه، ومنهم من يقول هي في العشر الأواخر وهو أرجح وأقوى، ومنهم من يرى أنها ليلة سبعة عشرة، ليلة السابع عشر، لأنها ليلة الفرقان ليلة البدر، ليلة بدر, وهي ليلة فرقان لا سميا إذا وافقت ليلة جمعة، ومنهم من يقول: ويذكر عن علي -رضي الله عنه-: " أنها ليلة التاسع عشر"، وعلى كل حال كل هذه الأقوال والتي استوعبها ابن حجر تقرب من خمسين قولاً كلها تدل على أنها غير معينة، والحكمة ظاهرة، ساعة الجمعة جاء فيها أيضا شيء من الإبهام وإن كانت أقل، منهم من يقول: أن ساعة الجمعة، في يوم الجمعة, من طلوع فجره إلى مغيب شمسه وجاء ما يدل على أنها من دخول الإمام إلى أن يفرغ من الصلاة وهذا صحيح لا إشكال فيه، وجاء أيضاً أن أخر ساعة من يوم الجمعة كل هذا من أجل أن يجتهد المسلم ويتعرض لنفحات الله في سائر الأوقات.