المردان كلام السلف في حكمهم كثير، وأنه لا يجوز النظر إليهم, كالنساء وبعضهم يرى ذلك بإطلاق كالنووي، وبعضهم من يقيد ذلك بشهوة، بعضهم يقيد ذلك لا يجوز النظر بشهوة ومنهم من يحرمه مطلقاً، كالنساء هذا مجرد النظر، فماذا عن ما وراء ذلك لا شك أن هذا التقبيل أمره أشد، أمره أشد فضلاً عن تكرير النظر وما يحدث بسبب ذلك فقد يكون في أول الأمر لا يتأثر الإنسان لكن مع الوقت لا شك أن له أثر بالغ وكبير في النفس، في النفس ويظهر أثره على أعمال الشخص وعباداته، وطلبه للعلم ومحفوظاته لا شك أن هذا مؤثر أثر بالغاً، - الله المستعان-.
يقول: إذا كان لي حق لكن لا استطيع أن أحصل على هذا الحق بأن أذهب إلى المحاكم التي تحكم بغير ما أنزل الله، مع العلم أني سمعت فتوى الشيخ ابن سحمان يقول: لا يجوز أن تذهب إلى بلاد الكفر ولو ذهبت دنياك كلها؟
ابن سحمان هو الذي يقول:
وقد برأ المعصوم من كل مسلم ... يقيم بدار الكفر غير مصارم
هذا كلام ابن سحمان -رحمه الله- ومعتمد على الحديث الذي فيه النهي عن الإقامة بدار الكفر ولا تتوارى ناراهما يعني لا يقرب أحدٌ من أحد لأن مجالسة الكفار مضرة بدين الإسلام ويخشى على الإنسان وعلى ولده وعلى النشء والنساء والذراري أكثر وأعظم، فعلى هذا لا يجوز الإقامة بدار الكفر مهما كان السبب، بعضهم يبيح ذلك لضرورة وغيرها لكن الأمر خطير جداً, يعني: ولا شيء ألزم على الإنسان من دينه، وأما التحاكم إلى من يحكم بالطاغوت بغير ما أنزل الله فحكمه واضح وظاهر في القرآن: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [سورة النساء: 65] قد يقول: أنه لا وسيلة ما عندهم إلا هذا نقول: هذا الأمر بين يديك هذا دينك وهذه دنياك، فأيهما تؤثر! سم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً يا كريم، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين.
قال الحافظ الزين الدين عبدا لرحيم ابن الحسين العراقي الأثري -رحمه الله-: باب ليلة القدر.