قوله: «فإن كان من أهل الصلاة» المراد بأهل الصلاة أي أهل الإكثار منها وإلا لابد أن يقوم بالأعمال الأخرى من فرائض الإسلام وشرائع الدين، ولكنه له عناية وإكثار ومحبة لهذه الصلاة فصار من أهل الصلاة فيدعي من باب الصلاة.
قوله: «وإن كان من أهل الجهاد» يعني مكثر من الجهاد فإنه يدعى من باب الجهاد، وهكذا في الصيام يدعى من باب الريان وإن كان من أهل الصدقة فيدعى من باب الصدقة.
قوله: «قال أبو بكر: بأبي أنت وأمي» يعني أفديك بأبي أنت وأمي يا رسول الله وذلك؛ لأن حق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم وأولى من حق الأبوين فالتفدية بالأبوين لا تجوز إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه حقه فوق حق الأبوين أما غير رسول الله فإنه لا يجوز أن يفدى بالأب والأم؛ لأن حق الأبوين فوق آحاد الناس ولو كان من أصلح الناس.
وقال بعضهم: إنه يجوز أن يقال: فلان فداه أبي وأمي وأن هذا مما يجري على اللسان ولا يراد قصده كقوله: «تربت يمينه» وغيرها.
والصحيح أنها لا تطلق إلا على رسول الله عليه الصلاة والسلام.
مسألة: فإن قيل: أن رسول الله قال: «ارم سعدًا فداك أبي وأمي» فهو فدّى بعض أصحابه بأبويه؟
الجواب: نقول: أبواه - صلى الله عليه وسلم - ماتا على دين قومهما فناسب أن يفدي بهما مسلمًا، هذا هو الصحيح.
قوله: «ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة ... الخ» يعني أنه