قال المؤلف رحمه الله تعالى: [واعلم رحمك الله لو أن الناس وقفوا عند محدثات الأمور، ولم يتجاوزوها بشيء، ولم يولدوا كلاماً مما لم يجئ فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه لم تكن بدعة].
والمؤلف في قوله السابق يقول إنه سيبين سبب البدع، ويقول إن سبب البدع: أن أهل البدع ولدوا وشققوا الكلام، وتكلموا في شيء ليس فيه أثر عن رسول الله ولا عن أصحابه.
(لو أن الناس وقفوا عند محدثات الأمور، ولم يتجاوزوها)، أي: وقفوا عند السنة، وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وعند النصوص، ولم يتجاوزوها إلى محدثات الأمور لم تحصل البدع، لكن مقصود المؤلف رحمه الله أنهم وقفوا عند محدثات الأمور، أي: قبل أن تحدث البدع، ولم يتجاوزوا النصوص من الكتاب والسنة إلى محدثات الأمور.
(ولم يولدوا الكلام، مما لم يجئ فيه أثر عن رسول الله ولا عن الصحابة لم تكن بدع)، فهذه أسباب البدعة.