يعني كيف يتفق أن يقال بقرية، والله -جل وعلا- سماها المدينة في الكتاب والسنة، واصطلاح العرف يجعل القرية شيئاً غير المدينة، أو نقول: إن هذا اصطلاح حادث والأصل أن القرية والمدينة معناهما واحد؟ يعني الحقيقة الشرعية للقرية لا تختص بالمكان الصغير، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [(82) سورة يوسف]؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم.
طالب:. . . . . . . . .
نعم، {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} [(82) سورة يوسف]: مدينة، بل إقليم.
طالب:. . . . . . . . .
يعني هل يمكن أن يوصف الشيء بشيء مناقض لاسمه؟ هذا اصطلاح عرفي حادث، المدن الكبيرة، والقرى الصغيرة، لكن لا يلزم أن تنزل النصوص على الاصطلاحات الحادثة، لا يلزم أبداً؛ إذا وجد الاختلاف بين الحقيقة العرفية مع الحقيقة الشرعية فالعبرة بالحقيقة الشرعية.
((أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب)): هذا اسمها القديم، يسمونها يثرب، وهو اسم مكروه، اسم مكروه؛ لأنه من التثريب، وهو التوبيخ والملامة، {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [(92) سورة يوسف]، يعني لا توبيخ ولا ملامة عليكم، جاء اسمها يثرب في القرآن، لكنه على لسان المنافقين، ولا يعني أن هذا إقرار بهذه التسمية.
((يقولون: يثرب وهي المدينة)): تسمية جاءت في الكتاب والسنة، ((نفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد)): والمراد بالناس خيارهم؟! شرارهم، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد؛ لأن شرار الناس هم المقابلون لخبث الحديد.
قال: وحدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر قالا: حدثنا سفيان ح وحدثنا ابن المثنى قال: حدثنا عبد الوهاب جميعاً عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد وقالا: ((كما ينفي الكير الخبث)) لم يذكرا الحديد: ((كما ينفي الكير الخبث)): يعني سواءً كان من الحديد أو من غيره، من الذهب من الفضة، من النحاس، من أي شيء يعرض على النار، وينتفي خبثه ويزول وسخه، والتعميم أولى، لكن خبث الحديد هذا من باب التمثيل، والتنصيص على بعض الأفراد لا يقتضي التخصيص، التنصيص على بعض الأفراد لا يقتضي التخصيص.