قال: وحدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعاً عن إسماعيل بن جعفر أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يأتي المسيح من قبل المشرق)): يأتي من قبل المشرق، ويتبعه من يهود أصبهان سبعون ألفاً، أصبهان بلد بإيران، فيها جمع غفير من اليهود يتبعون الدجال، يتبعه منها سبعون ألفاً من يهود أصبهان، يأتون من قبل المشرق.
يأتي الدجال الأفاك المسيح من قبل المشرق، ((همته المدينة)): يعني قصده بالدرجة الأولى المدينة -مدينة الرسول -عليه الصلاة والسلام- ((حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهناك يهلك)): وفي أحاديث الفتن -في آخر الكتاب-: ينزل هنالك الدجال -يقرب من المدينة- ((ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج منها كل منافق))؛ لأنه قد يخيل للناس أنه ما دامت مكة والمدينة لا يدخلها الدجال لماذا لا نسكن مكة والمدينة؟ نقول: اختبر قلبك، إن كان فيك شيء من النفاق تبي تخرج ولو لم يدخل، فإذا رجفت المدينة ثلاث رجفات خرج من كان فيها من المنافقين ولحقوا بالدجال.
يقول: ((همته المدينة حتى ينزل دبر أحد)): يعني خلف أحد الجبل المعروف، ((ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهناك يهلك)): يهلك على يد من؟
على يد مسيح الهداية، هذا مسيح الغواية، ويهلك على يد مسيح الهداية، المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام- وهذا لا شك أنه من فضائل المدينة ومن مناقبها، فالمدينة بلا شك أنها أفضل البقاع وأحبها إلى الله وإلى رسوله -عليه الصلاة والسلام- بعد مكة، والمفاضلة بينها وبين مكة معروف بين أهل العلم، الجمهور على أن مكة أفضل، وأن مسجدها أفضل وأعظم أجراً، والإمام مالك -ومن يرى قوله ويقول بقوله- يفضلون المدينة، وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.