((وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة)): والبركة ظاهرة في زروع المدينة وثمارها، وفي صاعها وفي مدها. وحدثنيه أبو كامل الجحدري.
((دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة)): هذا من أدلة من يزعم أو يقول: إن المدينة أفضل من مكة، وهذا المشهور عند المالكية، والجمهور على أن مكة أفضل من المدينة، ورجحه ابن عبد البر من أئمة المالكية.
قال: وحدثنيه أبو كامل الجحدري قال: حدثنا عبد العزيز -يعني ابن المختار- ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان بن بلال ح وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المخزومي حدثنا وهيب كلهم عن عمرو بن يحيى المازني بهذا الإسناد: يعني السابق.
أما حديث وهيب فكرواية الدراوردي: الطريق الأول الذي ذكره المؤلف.
((بمثلي ما دعا به إبراهيم))، وأما سليمان بن بلال وعبد العزيز بن المختار ففي روايتهما: ((مثل ما دعا به إبراهيم)): والرواية الأولى: ((بمثلي ما دعا به إبراهيم))
وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بكر -يعني ابن مضر- عن ابن الهاد: هذه البركة ظاهرة في الصاع والمد في أمر الدنيا، وأن الصاع والمد يمكث عند أهله من الطعام أكثر مما يمكثه في غيرها من البلدان، وهذا شيء محسوس وملموس، ويشهد به الناس كلهم إلى يومنا هذا، لكن هل من بركة -أو هذه البركة- نالت الأجر الأخروي، أما في أمر الدنيا فظاهر، وأما في أمر الآخرة فهل معنى هذا أن من يتصدق بصاع في المدينة أفضل ممن يتصدق بصاع في غيرها من البلدان؟ بمعنى أنه ضعف ما يتصدق به أهل مكة، وأكثر من ذلك في غيرهما من البلدان؟