وحدثني محمد بن رافع قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا مفضل عن منصور في هذا الإسناد بمثله، ولم يذكر: ((يوم خلق السماوات والأرض))، وقال بدل القتال: القتل: فيما سبق: ((وإنه لم يحل القتال))، في الرواية التي تليها: القتل بدل القتال، والفرق بين القتال والقتل واضح، القتال والمقاتلة مفاعلة، قتال مصدر قاتل، والقتال والمقاتلة تقتضي من الطرفين، فإذا وجد من يقاتل لا يجوز أن يقاتل في حال القتال، وفي لفظ القتل أنه لا يُقتل أحد ابتداءً، لكن إن قاتل يجوز قتاله. وقال: ((لا يلتقط لقطته إلا من عرفها)).
قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح العدوي: الكعبي الخزاعي صحابي، أنه قال لعمرو بن سعيد: الأشدق، وهو يبعث البعوث إلى مكة: من أجل قتال ابن الزبير: "ائذن لي أيها الأمير: هذا فيه الأدب مع الأمراء؛ ليكون أدعى إلى القبول، "ائذن لي أيها الأمير: صحابي جليل يقوله لتابعي، وليس من التابعين بإحسان أيضاً، يستأذنه يستلطفه يسترفقه؛ من أجل أن يكون كلامه أدعى للقبول ليقبل كلامه.
"ائذن لي أيها الأمير أحدثك: أحدثْك: مجزوم على أنه جواب الطلب ائذن، جواب الطلب مجزوم.
أحدثك قولاً قام به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغد من يوم الفتح: يعني من الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي، ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به: ليبين أنه متأكد مما يقول، كأنه يسمعه الآن، وكأنه يبصره الآن.
حين تكلم به أنه حمد الله وأثنى عليه: والخُطب تبدأ بالحمد والثناء على الله -جل وعلا- والصلاة على نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وأما بعد؛ للانتقال أيضاً سنة، جاء بها أكثر من ثلاثين حديثاً.
وأثنى عليه ثم قال: ((إن مكة حرمها الله، ولم يحرمها الناس)): وهذا دليل للقول الأول أن الذي حرم مكة هو الله -جل وعلا-.