قال: حدثني أبو الطاهر قال: أخبرنا عبد الله بن وهب عن مخرمة ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه قال: سمعت نافعاً مولى ابن عمر يقول: سمعت عبد الله بن أبي بكر" هو عبد الله بن محمد بن أبي بكر نسب هنا إلى جده، "بن أبي قحافة يحدث عبد الله بن عمر" فحضر هذا التحديث كلٌ من سالم ونافع، "عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية)) " يعني يمكن يؤخذ من هذا فائدة تربوية يستفيدها الدعاة والعلماء والآباء وغيرهم، كل من يزاول هذا الأمر حتى الأب يستفيد، إذا كان عنده جمع من الأولاد، عشرة، خمسة منهم من الأصل على الاستقامة، ونشأوا عليها، وخمسة منهم زاولوا ما زاولوا في أول العمر ثم تاب الله عليهم فتابوا، أولئك إيمانهم قديم، وما عرفوا جاهلية؛ لكن الآخرون؟ حديثو عهدٍ بالتزام واستقامة، هل يراعى مثل هؤلاء أكثر مما يراعى أولئك؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، حتى يثبت الإيمان في قلوبهم، حتى يبعد عهدهم بالجاهلية؛ لأن هؤلاء ما زال الجرح قريب، ما زال المرض حديث، ما تماثلوا للشفاء التام، ثم بعد ذلك إذا أنس منهم وعرف منهم أنهم التزموا، وتركوا ما كانوا عليه، ولا تشرئب قلوبهم ولا نفوسهم إليه حينئذٍ يعاملون معاملة غيرهم.
طالب:. . . . . . . . .
هو بعد الفتح بلا شك، هو الكلام هذا بعد الفتح.
طالب:. . . . . . . . .
هم قريش الذين فتح النبي -عليه الصلاة والسلام- مكة، ومن عليهم بأنفسهم، هؤلاء ما زالوا ..
طالب:. . . . . . . . .
بما لا يخل بالعدل، يعني وإن كان بالإمكان أن الأب يراعي نفوسهم، ويسترضي إخوانهم، ويمكن أن يزيدهم تأليفاً لقلوبهم بعد إذن إخوانهم، ولا يشدد في الإنكار عليهم، ولا يأمرهم ما يأمر به، ولا يأطرهم على ما يأطر إخوانهم عليه حتى يشفوا تماماً من هذه الأمراض.