قال حدثني زهير بن حرب، قال حدثنا الوليد بن مسلم، قال حدثني الأوزاعي، قال حدثني الزهري، حدثني أبو سلمة، قال حدثنا أبو هريرة قال: قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن بمنى: ((نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة)): هذه ما فيها استثناء، نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة، وما دام الاستثناء ثبت بالطرق الصحيحة يحمل على أن الراوي تركه في هذا الطريق.
((نحن نازلون غداً بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر)): وذلك أن قريشاً وبني كنانة تحالفت على بني هاشم وبني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يعني بذلك المحصب.
وحدثني زهير بن حرب، قال حدثنا شبابة، قال حدثني ورقاء، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((منزلنا -إن شاء الله- إذا فتح الله الخيف)): الخيف منزلنا الخيف.
((إن شاء الله تعالى- إذا فتح الله علينا- حيث تقاسموا على الكفر)): وهذا بيان مراغمة الكفار، مراغمة للكفار حيث نزل بهذا المكان الذي تقاسموا فيه على الكفر، فأراد أن يراغمهم بهذا.
طالب:. . . . . . . . .
الشيخ: إذا فتح الله الخيف، هذا سهل يعني، الثناء على الله -جل وعلا-، والترضي عن الصحابة والصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام-، يعني الذكر والعدم، وتغيير الصيغة، لو قال -جل وعلا-وفي نسخة -عز وجل- مثل هذه من تصرف الرواة ما فيها إشكال.
((حيث تقاسموا على الكفر)): هذه الأرضة التي سخرها الله -جل وعلا- وأكلت ما أكلت من هذه الألفاظ المخالفة لما جاء عن الله -جل وعلا- وفيها ما فيها من كفر وتعدي وظلم وسب وشتم، هذه الأرضة من مخلوقات الله -جل وعلا- يسخرها كيف يشاء.