الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن أعمال هذا اليوم العظيم -يوم الحج الأكبر يوم النحر- مرتبة كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقال: ((خذوا عني مناسككم)) فأول ما بدأ به الرمي، لما وصل منىً رمى جمرة العقبة، أول ما بدأ به الرمي، ثم نحر هديه، ثم حلق شعره، ثم أفاض -عليه الصلاة والسلام-، هذا هو الترتيب الذي فعله النبي -عليه الصلاة والسلام-، وعلى الحاج أن يعتني به وأن يفعل كفعله -عليه الصلاة والسلام-.

لكن حصل من بعض الحجاج أن منهم من قدم وأخر، فحلق قبل أن يرمي، نحر قبل أن يرمي، حلق قبل أن ينحر وهكذا، وفي ذلك كله يقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((افعل ولا حرج)) وما سئل عن شيء في ذلك اليوم قدم ولا أخر إلا قال: ((افعل ولا حرج))، لكن هل هذا التقديم والتأخير سائرٌ بإطلاق، مرده إلى شهوة الحاج، أو إلى حاجته؛ لكون النحر قبل الرمي أرفق به، أو لكون الطواف قبل النحر أرفق به؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015