وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أردفه من عرفات، قلت: "كيف كان يسير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين أفاض من عرفة؟ " قال: "كان يسير العَنَق، فإذا وجد فجوة نص": العنق والنص نوعان من السير، العنق: إسراع لكنه خفيف، والنص: أسرع منه، والأصل العنق، ثم بعد ذلك إذا وجدت الفجوة ينصُّ، خلافاً لما يفعله كثير من الناس، الأصل عنده السرعة، فإن جاءه ما يعوقه تريث، نعم.
فسيره -عليه الصلاة والسلام- العنق، إذا وجد فرصة نص، فيكون الأصل في السير عدم السرعة، والسرعة إذا دعت الحاجة إليها، بخلاف حال كثير من الناس اليوم، الأصل عنده النص –يسرع- إلا إذا أعاقه عائق، إما زحام وإلا إشارة، نعم.
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبدة بن سليمان وعبد الله بن نمير وحميد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة بهذا الإسناد، وزاد في حديث حميد، وقال هشام: "والنص فوق العنق". وبعض الناس تحدد السرعة في الطرق، نعم، تحدد السرعة بمائة مثلاً، أو مائة وعشرين أو بثمانين في بعض الطرق، ثم يجد المكان خالي نعم، فيقول له صاحبه: النصّ .. ، خلاص، الآن فجوة ما في شيء!!
طالب:. . . . . . . . .
مائتين، وين مائتين؟ إيه في من يمشي، وفي من يسرع، في سيارات تسرع، لكن هذا خطر، هذا هلاك بغلبة الظن؛ لأن السرعة الزائدة هذه مشكلة يعرض نفسه ويعرض غيره للتلف فهو آثم بهذا.
حدثنا يحيى بن يحيى قال: أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عدي بن ثابت أن عبد الله بن يزيد الخطمي حدثه أن أبا أيوب أخبره أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة.
وحدثناه قتيبة وابن رمح عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد، قال ابن رمح في روايته عن عبد الله بن يزيد الخطْمي: وكان أميراً على الكوفة على عهد ابن الزبير: في خلافة وولاية عبد الله بن الزبير.
وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعاً.