ثم قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال أخبرنا محمد بن بكر، قال أخبرنا ابن جريج ح حدثني زهير بن حرب واللفظ له، قال حدثنا روح بن عبادة، قال حدثنا ابن جريج، قال حدثني منصور بن عبد الرحمن، عن أمه صفية بنت شيبة، عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: خرجنا محرمين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من كان معه هدي فليقم على إحرامه – يستمر- ومن لم يكن معه هدي فليحلل))، فلم يكن معي هدي؛ فحللت، وكان مع الزبير هدي فلم يحلل: إذن يستثنى بعد من النص السابق.
قال: أقبلت هي وأختها والزبير: أختها ما حلت؛ لأنها قارنة، أدخلت الحج على العمرة فصارت قارنة، والزبير ساق الهدي فلم يحل، وكان مع الزبير هدي فلم يحلل.
طالب:. . . . . . . . .
ولذلك يقول: قط: يعني ما يلزم أن تكون مع حجة الوداع، لكن الشراح جعلوها العمرة التي ما حجت بعدها، هم فعلوا هذا وإن كان يحتمل.
وكان مع الزبير هدي فلم يحلل، قالت: فلبست ثيابي ثم خرجت فجلست إلى الزبير: حلت والزبير ما حل، فلبست ثيابها وجلست بجواره.
فقال: قومي عني: أي أنه محرم، فقالت: أتخشى أن أثب عليك؟: وهو لا يجوز له أن يقرب النساء، ولا المس بشهوة وهي حلال.
وحدثني عباس بن عبد العظيم العنبري، قال حدثنا أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي، قال حدثنا وهيب، قال حدثنا منصور بن عبد الرحمن، عن أمه، عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: "قدمنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلين بالحج .. "، ثم ذكر بمثل حديث ابن جريج غير أنه قال: "استرخي عني، استرخي عني"، فقلت: "أتخشى أن أثب عليك".
وحدثني هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى، قالا حدثنا ابن وهب، قال أخبرني عمرو، عن أبي الأسود أن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- حدثه أنه كان يسمع أسماء كلما مرت بالحجون تقول: "صلى الله على رسوله وسلم، لقد نزلنا معه هاهنا ونحن يومئذ خفاف الحقائب، قليل ظهرنا، قليلة أزوادنا: يعني في عهده -عليه الصلاة والسلام- ما انفتحت الدنيا، وكانوا خفاف نحاف، وبعد ذلك توسعوا في أمور الدنيا، فثقلت أجسامهم، وثقلت أزوادهم.