وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن الحكم عن عمارة بن عمير عن إبراهيم بن أبي موسى عن أبي موسى أنه كان يفتي بالمتعة، فقال له رجل: رويدك بعض فتياك، أو ببعض فتياك، فإنك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بعد، حتى لقيه بعد فسأله فقال عمر: "قد علمت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد فعله وأصحابه، ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن في الأراك، ثم يروحون في الحج تقطر رؤوسهم": الآن عنده الدليل من الكتاب والسنة والنظر الذي هو الرأي، كتاب الله يأمر بالتمام: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} [(196) سورة البقرة]، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ما حلَّ حتى بلغ الهدي محله، وكره عمر أن يظلوا معرسين بهن: يعني بزوجاتهم في الأراك: يعني بين الأشجار ثم يروحون في الحج فتقطر رؤوسهم، وهذا الذي خشيه عمر وتوقعه سئل عنه النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يخف على النبي -عليه الصلاة والسلام- مثل هذا الكلام، وقد مر بنا ذلك: "حتى إذا بقيت خمس": يعني إلى الموقف، نذهب إلى منى ورؤوسنا تقطر ومذاكيرنا إلى آخره، يعني هل هذا خفي على النبي -عليه الصلاة والسلام- حين أمر؟ لكن الشافع لعمر -رضي الله عنه- أنه يرى أن هذا خاص بالصحابة في تلك السنة، خاص بهم في تلك السنة.
قال: حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة عن قتادة قال: قال عبد الله بن شقيق: كان عثمان ينهى عن المتعة، وكان عليٌّ يأمر بها، فقال عثمان لعليٍّ كلمة، ثم قال عليٌّ: لقد علمت أنا قد تمتعنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أجل، ولكنا كنا خائفين: عثمان -رضي الله عنه- ينهى عن المتعة: أخذاً بقول عمر -رضي الله عنه- وكان علي يأمر بها: استدلالاً بما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال عثمان لعلي كلمة، ثم قال علي: لقد علمت يا عثمان وأنت معه في حجة الوداع أننا قد تمتعنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أجل: قال: نعم يعني ما خفي عليه هذا. ولكنا كنا خائفين: خائفين: الخوف متى في حجة الوداع وإلا في عمرة القضاء؟