الحديث الثاني والأربعون
إذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للضعفاء
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الثَّقَلِ، أَوْ قَالَ فِي الضَّعَفَةِ مِنْ جَمْعٍ بِلَيْلٍ. [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ] (?).
هذا فيه إذن النبي - صلى الله عليه وسلم - للضعفاء.
وقوله: (الثَّقَلِ) المتاع والنساء وما أشبه ذلك إذا كُنَّ ضيفات.
وجاء كذلك في حديث أسماء - رضي الله عنها - عند البخاري (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أذن للظعن) (?).
وظاهر الحديث هذا أنه إذا أذِن لمن تعجل في آخر الليل أنه يقدم فيرمي حتى لا يدركهم الأقوياء؛ ولأن الرمي تحية منى فلا ينبغي أن يبدأ بغيره فهذا هو الأقرب بل هو ظاهر السنة.
وفي حديث أسماء - رضي الله عنها - أنها رمت ثم أتت إلى مكانها ثم قال لها مولاها عبد الله - وهو ابن كيسان -: (وما أرانا إلا قد غلّسنا) قالت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذن للظعن.
فلا إشكال عندي في جواز الرمي لمن تعجل وذهب أخر الليل حتى لا يدركه الأقوياء، وأما أحاديث النهي عن الرمي قبل طلوع الشمس يأتي الكلام عنها.