إن فرغ من طواف الوداع، وصلى ركعتي الطواف خلف المقام، يستحب أن يأتي الملتزم فيلتزمه ويدعو بخيري الدنيا والآخرة، وبأي شيء دعا حصل المستحب، ويأتي بآداب الدعاء؛ من الحمد لله تعالى، والثناء عليه، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا كنت تودع البيت يستحب أن تأتي الملتزم، وهو المكان الذي بين الحجر وباب البيت، وقد التزمه النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى: احتضنه وجعل صدره ويديه عليه ودعا ربه في هذا المكان؛ فيستحب ذلك، فقد جاء عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال: (طفت مع عبد الله - شعيب طاف مع عبد الله بن عمرو بن العاص - فلما جئنا دبر الكعبة قلت له: ألا تتعوذ؟ -أي: ألا تدعو الله عز وجل متعوذاً به النار؟ - قال: نعوذ بالله من النار، ثم مضى حتى استلم الحجر، وأقام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطاً -أي: جعل وجهه على البيت وكأنه يحتضن البيت- ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله).
فآخر شيء يفعله الحاج هو طواف الوداع، ثم يصلي ركعتين، ويذهب عند الملتزم إن استطاع ويقف ليدعو، ثم ينصرف ويرجع إلى بلده.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.