ينبغي للجالس في المسجد لانتظار صلاة أو الاشتغال بعلم أو غير ذلك أن ينوي الاعتكاف، فإن جمهور أهل العلم على أن الاعتكاف لا حد لأقله, فيجوز أن تعتكف ساعة أو أكثر من ذلك, وذهب بعض أهل العلم مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره إلى أن أقل الاعتكاف يوم أو ليلة.
والراجح: أنه لا دليل ينص على ذلك, والدليل الذي استدل به شيخ الإسلام رحمه الله، هو: أن عمر نذر أن يعتكف ليلة في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك)، وهذا لا يكفي للتحديد، حتى نقول: إن أقل من ليلة ليس اعتكافاً.
فإذا جئت إلى المسجد فيستحب لك أن تنوي الاعتكاف؛ لتحصل على أجر الاعتكاف وأجر انتظار الصلاة.
ولا بأس بإغلاق المسجد في غير وقت الصلاة لصيانته, وهذا الذي يتعين الآن في زماننا حتى لا تمتهن، وتجد بعض المساجد اليوم إذا فتحت يدخل فيها الكثير من الناس ينامون ويستريحون فيها، فإذا أذن المؤذن للصلاة يذهب ولا يصلي، فلا يفتح المسجد لمثل هؤلاء، فتارك الصلاة لا يدخل المسجد يمتهن بيت الله، وبعضهم يدخن السيجارة في دورة المياه ينتهك حرمة بيت الله ويؤذي الملائكة، وإذا نصحته قال: هذا بيت الله أيش دخلك؟ فمثل هذا يمنع من دخول المسجد، ولا بأس بإغلاق المساجد من هؤلاء في غير أوقات الصلاة.