ويمنع أهل المسجد من الخصومة فيه، فليس المسجد مكان أخذ للخصومات، فبعض الناس يقول لخصمه: تعال إلى شيخ المسجد يقضي بيننا، فيجلسون فيه، وهذا يقول كذا وهذا يقول كذا، وترتفع الأصوات، فالمسجد ليس مكاناً للقضاء بين الناس، وإنما المسجد للصلاة.
إن أبغض البلاد إلى الله أسواقها؛ لأن الأسواق هي محل الهيشات التي منعنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نحدثها في المسجد، فقال: (إياكم وهيشات الأسواق)، لذلك ننبه إخواننا البائعين الذين يبيعون في خارج المسجد فيرفعون أصواتهم بعد كل صلاة، ببيع الكتب والكاسيتات أن يتقوا الله، فقد قلبوا المسجد إلى سوق، ولا داعي لرفع الأصوات، فإذا كنت تبيع فأعرض سلعتك، فالذي يريد يشتري سيشتري، ورزقك سيأتيك، وأما التهليل والصياح فهذا لا يصلح.
فلذلك نحذر البائعين خارج المسجد من ذلك، فهذا بيت الله سبحانه، فلا ينبغي أن ترفع صوتك، ولا أن تؤذي المصلين، وتؤذي النائمين المعتكفين، وتؤذي من يقرأ القرآن، فاتقوا الله سبحانه، واحذروا من هيشات الأسواق التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فالأسواق هي شر بلاد الله، فلا تأت لنا بالسوق إلى باب المسجد.