يباح للمعتكف النوم والاضطجاع والاستلقاء ومد رجليه ونحو ذلك؛ لأن المعتكف قاعد في المسجد طوال النهار، وينام فيه بالليل، فيفعل ما جرت عليه العادة أن يفعله مع الاحتشام والاحترام، فلا يضع رجلاً على رجل فوق الكرسي قدام الناس، فلا ينبغي هذا، يقول العلماء: للمعتكف النوم والاضطجاع، وله أن يمد رجليه وهو نائم، إذا احتاج إلى هذا الشيء.
وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثاً وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)، عبد الله بن عمر كان يتمنى أن يرى رؤيا ليحكيها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفعلاً رأى رؤيا في المنام أنه جاءه ملكان أخذاه وذهبا به إلى النار، قال: فإذا هي كهيئة البئر المطوية وبداخلها أناس يعرفهم عبد الله بن عمر رضي الله عنه، قال: وإذا فيها أناس قد عرفتهم فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا مَلك آخر فقال: لم ترع، يعني: لا تخاف أنت لست من أهلها، فقصها على حفصة، فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (نعم الرجل عبد الله)، ونعم الرجل مدح، لكن يوجد تقصير عنده، قال: (لو كان يصلي من الليل)، وابن عمر لم يكن يقوم كثيراً من الليل، فمن حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كان لا ينام من الليل إلا قليلاً.
والمقصود: بيان أن ابن عمر كان يقول: كنت غلاماً شاباً، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: أنه يجوز للإنسان المعتكف أن ينام في المسجد ولا شيء عليه، والمهم أنه يكون في وضع لا يؤذي فيه أحداً من الناس، وأيضاً لا يتكشف وهو على هذه الحالة.