من الأحاديث العظيمة ما رواه البخاري عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فأعظم العلوم وأشرف العلوم وأجل العلوم التي تملأ القلب بتقوى الله هو علم القرآن العظيم، وأي علم من علوم القرآن كلها فيها الخير، تتعلم وتحفظ القرآن، وتتعلم تجويد القرآن وتفسيره ولغته وأحكامه ومعجزاته، وعلوم القرآن كثيرة جداً، ومستحيل أن يحيط إنسان بها علماً، ولكن الله عز وجل هو الذي أحاط بكل شيء علماً، فمهما تعلمت من علم يتعلق بالقرآن فقد دخلت تحت هذا الحديث، إذا تعلمت وبذلت العلم وعلمت غيرك ابتغاء وجه الله سبحانه وتعالى.
قال أبو عبد الرحمن السلمي الذي روى هذا الحديث عن عثمان رضي الله عنه: (أنه أقرأ في إمرة عثمان حتى كان الحجاج)، أي: من عهد عثمان رضي الله عنه إلى زمن الحجاج وأبو عبد الرحمن السلمي يقرئ القرآن وهو من العلماء وحفاظ القرآن، وقد جلس في المسجد للقرآن، قال: (وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا)، أي: الذي أقعده ليعلم الناس القرآن ويحفظ الناس القرآن هو هذا الحديث، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فالذي يتعلم القرآن من خير الناس، والذي يعلم القرآن من خير الناس، فاشترك في الخيرية المعلم والمتعلم.