والمقصود هنا أنه ليس بين العبد وربه أحد يبلغه عنه، لا من الملائكة ولا من البشر.

بل الله - تعالى - هو الذي يتولى كلام عباده في ذلك الموقف بنفسه، فيحاسبهم على أعمالهم، وقد بين ذلك في لفظ الحديث، لكن الإمام البخاري - رحمه الله - اختصره، واقتصر على محل الشاهد منه.

ولفظه: ((بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل.

فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد نبئت عنها.

قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة (?) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلا الله.

- قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دعار طيء (?) الذين سعروا البلاد؟ - ولئن طالت بك حياة، لتفتحن كنوز كسرى قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز.

ولئن طالت بك الحياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من الذهب أو الفضة، يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحداً يقبله منه.

وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه، وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقول: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟ فيقول: بلى.

فيقول ألم أعطك مالاً، وأفضل عليك؟ فيقول: بلى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015