يختلف، يختلف باختلاف المستند الذي عول عليه من عمل، فقد يعمل بحديث صحيح لكنه منسوخ، يعمل بحديث صحيح لكنه مخصص، يعمل بحديث صحيح لكنه مقيد، فيكون عمله بالحديث وإن كان الحديث صحيحاً إلا أن عمله به خطأ، ما دام منسوخاً فالعبرة بالناسخ على أن أهل العلم يقولون إن العمل بالناسخ من بلوغه، ما بلغه الناسخ، بلغه المنسوخ، فعمل به، يقال له: أحسنت، قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، لكن الحديث منسوخ، عملت بهذا الحديث لكنه مطلق وهو مقيد بأحاديث أخرى.
"ولكن حدثنا ابن عباس الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((عرضت على الأمم)) ": عرضت عليه إما في المنام، أو ليلة الإسراء، المقصود أنها عرضت عليه -عليه الصلاة والسلام-، وذلك لأنه أفضل الأنبياء وأشرف الأنبياء، إذ لا يمكن أن يعرض الفاضل على المفضول، يمكن أن يعرض الفاضل على المفضول؟ يعرض المفضول على الفاضل لكن يعرض الفاضل على المفضول؟ هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
لكن هل عرضت عليه؟ هو رأى، فرق بين أن يرى وبين أن تعرض، الفاضل يرى المفضول، لكن ما يعرض الفاضل على المفضول.
" ((عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط)) ": الرهط العشرة فما دون.
" ((والنبي ومعه الرجل والرجلان)) ": والواو هنا بمعنى أو؛ لأنه لو أريد الجمع لقيل: معه الثلاثة، وهذا يدل على أن الرهط لا يتناول الرجل والرجلين، فيكون من الثلاثة إلى العشرة، من الثلاثة إلى العشرة؛ لأنه لو كان يتناول الرجل والرجلين، الواحد والاثنين دخل ومعه الرهط، ومعه الرجل والنبي ومعه الرجلان.
" ((والنبي وليس معه أحد، والنبي وليس معه أحد)) ": هل في هذا منقصة لهذا النبي الذي لم يستجب له أحد؟ النبي ليس عليه إلا البلاغ، ليس عليه إلا البلاغ.
هنا يقول: " ((فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد)) ": هؤلاء الأنبياء دعوا أقوامهم، دعوا أقوامهم فاستجاب من أجاب، وامتنع من امتنع وغالب الناس وجلُّ الناس لم يستجيبوا، النبي معه الرهط، والنبي معه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد.