في الحديث: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب، ورضي من الناس بالتحريش)): لما رأى انتصار الإسلام وامتداد الإسلام أيس من أن يعبد كما ييأس الإنسان من التجارة إذا تعرض لخسائر متتابعة، وبعض طلاب العلم ييأس إذا حاول الحفظ مراراً ثم عجز يترك، والتاجر إذا افتتح المحل إذا حسب في آخر النهار إذا هو بخسارة، في آخر الشهر خسارة، في آخر العام الميزانية العامة خسارة، يقول: ما له داعي التردد على هذا المحل ونحن في نقص، ييأس، ثم يرضى بما دون ذلك.
الشيطان أيس من الانتصارات المتتابعة للإسلام أن يعبد في هذه الجزيرة فعمد إلى التحريش بين الناس، ولكن لا يعني أن هذا اليأس لا عودة بعده، كما أن التاجر إذا يئس وأغلق المحل فإنه قد يطرأ له مرة أخرى أن يفتح المحل، ويكسب بدل الخسارة، وطالب العلم إذا فترت همته بعد معاناته العلم، وراجع نفسه إذا به لم يدرك شيئاً يذكر تفتر همته مدة ثم يعود إلى الأمر من جديد وهكذا، فقد وجد الشرك مع يأس الشيطان، وهذا بناءً على ظنه أنه لن يعبد؛ لأنه نظر إلى الانتصارات المتتابعة فأيس، لكن الواقع يشهد بأن الشرك عاد إلى هذه الجزيرة، الشرك الأكبر، دعوة الأحجار والأشجار من دون الله، المرأة إذا تأخر عنها الزواج ذهبت إلى شجرة أو إلى حجر فطلبت منه الزوج، أو إذا تأخر الحمل كذلك، وهذا موجود في كثير من الأقطار التي تنتسب إلى الإسلام، يعبدون الأولياء من دون الله، يعني إذا دههمهم العدو يكتفون بأن يلوذوا بقبر فلان أوعلان
يا خائفين من التتر ... لوذوا بقبر أبي عمر