"ففيها بيان أن هذا هو الشرك الأكبر، ومنها: آية براءة": التي هي: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللهِ} [(31) سورة التوبة].
"ومنها آية براءة بيَّن فيها أن أهل الكتاب اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله": أرباب، وهل هذا شرك في الربوبية أو في الألوهية؟ نعم؟ كلاهما، شركوهم في الحكم، {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} [(40) سورة يوسف]، وهم جعلوا لهم نصيب من الأحكام، واتبعوهم وأطاعوهم على ذلك، وهذا شرك في الربوبية، وتبعاً لذلك عبدوهم من دون الله؛ لقوله: ((فتلك عبادتهم)).
"وبين أنهم لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلهاً واحداً، مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه طاعة العلماء والعباد: "مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه": تفسير الآية "طاعة العلماء والعباد": ويش عندكم في الكتاب؟
طالب:. . . . . . . . .
في المعصية، هذا الصحيح؛ لأن الذي عندي في غير المعصية، هذا ليس بصحيح؛ لأنهم يطيعونهم في المعصية لكن لو أطاعوهم في الطاعة لكانوا مطيعين لله -جل وعلا- لا لعُبَّادهم، وعلمائهم، لا دعاؤهم إياهم.
"طاعة العلماء والعُبَّاد في المعصية، لا دعاؤهم إياهم؛ لأن الطاعة في المعصية، بارتكاب المعصية، بتحليل المعصية، بتحريم الطاعة عبادة، ولو لم يترتب على ذلك سجود ولا دعاء هي عبادة لهم.
"لا دعاؤهم إياهم": ولذلك نفى أن يكونوا يعبدونهم، قال: لسنا نعبدهم، لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- قرر أن هذا النوع من الطاعة شرك، ((فتلك عبادتهم)) يعني وإن لم تسجدوا لهم، وإن لم تطلبوا منهم المدد، وإن لم تطلبوا منهم شيئاً مما لا يقدرون عليه، كل هذا لأنهم أطاعوه في المعصية، حرموا عليهم المباحات وأباحوا لهم المحرمات، ((فتلك عبادتهم)).
"ومنها قول الخليل -عليه السلام-": نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
إذا أطاعوهم في ارتكاب المعصية، لا في حكمها، أما بالنسبة لتحليل المحرم وتحريم الحلال هذا لا إشكال في كونه تشريك شرك الطاعة هذا، لكن إن أطاعوهم بارتكاب المعصية مع اعتقادهم أنها معصية، أو ترك الواجب مع اعتقاد أنه واجب، يعني الأمر أخف، الأمر أخف، هاه؟
طالب:. . . . . . . . .