"عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله)) ": ((وكفر بما يعبد من دون الله)): يعني لا يكفي أن يكون عابداً بنفسه لله -جل وعلا- غير مشرك به، حتى يتبرأ من الكفر، ويكفر بجميع ما يعبد من دون الله، ويعتقد بطلان العبادة لغير الله -جل وعلا-.

" ((من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه)) ": فعصمة المال والدم إنما تكون بالأمرين، قول: لا إله إلا الله عن علم ويقين وإخلاص، والكفر بما يعبد من دون الله كما في حديث الباب، وكفر بما يعبد من دون الله أياً كان.

" ((حرم ماله ودمه)) ": حرم ماله ودمه يعني عصم من أخذ المال، وعصم من سفك الدم.

" ((وحسابه على الله -عز وجل-)) ": يعني إذا أظهر لنا هذا ونطق بلسانه بكلمة التوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله حينئذ يحرم ماله؛ لأنه معصوم الدم والمال، وحسابه على الله -عز وجل-؛ لأنه قد يكون صادقاً في دعواه، وقد يكون كاذبا، وهذه أمور خفية لا سبيل إلى الاطلاع عليها، فمردها إلى الله -جل وعلا-، ولذلك قال: ((وحسابه على الله -عز وجل-))؛ لأن المنافقين يقولون: لا إله إلا الله، يقولون: لا إله إلا الله، ويتبرؤون من الكفار فعصمت أموالهم ودماؤهم، لكنهم قد يتكلمون في بعض الأوقات بما يخل بهذا القول، وقد يتولون الكفار، ولا يتبرؤون منهم، ولا يكفرون بما عبد من دون الله، ويقولون: لا إله إلا الله، وقد يأتون بما يناقضها، لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- إنما كف عنهم؛ لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، وإلا قد تبدوا على فلتات ألسنتهم، وبعض تصرفاتهم ما ينم على سوء طويته، ومع ذلك ليس لنا إلا الظاهر، ونكل الباطن إلى الله -جل وعلا-، ولذا قال: ((وحسابهم على الله -عز وجل-)).

وفي الحديث: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها))، فإذا أتى بما يوجب القتل كالزنا بعد الإحصان، أو قتل النفس المعصومة عمداً، فإنه هذا من حقه، فإنه لا يعصم دمه ولا ماله.

طالب:. . . . . . . . .

هاه؟

طالب:. . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015