قد يكون هناك ما يدَّعى أنه يحب شرعاً، مثل طالب علم يحب الكتب، وذهب ليشتري كتباً أو يبحث عن كتب يريدها فترتب على ذلك إما سفر إلى بلاد لا يجوز السفر إليها، أو إلى بلد أو في بلده وضاع بسببه صلاة جماعة أو ترتب على ذلك محظور، أو سكت عن منكر رآه عند هذا البائع؛ لأن هذا يحصل كثير، يحصل، لأن الإنسان الذي يرغب في شيء عند آخر .. ، فمثلاً معروض سيارة وأنت تبي هذه السيارة مثلاً، ولما قلت .. ، أنت تريد هذا النوع من السيارات وأعجبتك، وقلت: بكم، ذكر لك قيمة تنزل عن الواقع بعشرة آلاف مثلاً، يعني اجتمعت كل .. ، تظافرت فيها أسباب المحبة من كل وجه، ثم الجوال موسيقى، تبي تنكر عليه وإلا ما تنكر؟ هاه؟ ابتلاء، ترى بعض الناس يقول: لو أنكر عليه يمكن انصرف وترك ولا باعها علي، وإلا، وهذا في جميع السلع حتى في الكتب التي هي في الأصل مما يستعان بها على تحصيل العلم، إما أن يكون البائع يدخن، أو يكون نغمته موسيقى، أو مسبل، أو حليق، أو غير ذلك من المحرمات، تجد الإنسان ما ينكر عليه كله خشية أن تفوت هذه الفرصة، ولا شك أن هذا قدح في المحبة الشرعية، قدح في المحبة الشرعية.

أحياناً على أوقات السلع عند الخبازين تجده وقت الأذان يبيع، يبيع وقت الأذان، وأنت طالب علم تبي تنكر عليه، لكن ممكن ما تنكر عليه إلا أن تأخذ الخبز حقك؛ لأنك لو تنكر عليه قفل وخلاك، لا، أقول: هذه الأمور لا بد من اعتبارها، أمور حساسة وتزاول يومياً عند الناس، وفيها إيثار للمحبة الجبلية على الشرعية، وبقدر هذه المخالفة يكون الخدش في المحبة الشرعية، نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

يعني لأنك حطيت الكتاب بالبيت، قبل ما يهونها، في السيارة يمكن يهونها، ما لا مسكت يمكن يهون، بينكم مجلس الخيار، تقول: هون.

هذه أمور يعني فيها صراع نفسي، فيها صراع نفسي وكثير من الناس يعني يتساهل في هذه الأمور، يتركها رجاء أن يحصل على ما أراد من أمور الدنيا، وهذا لا شك أن هذا خلل، ((من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه))، وعلى الإنسان أن تكون مثل هذه الأمور على باله، يقدم ما يحبه الله، على ما يحبه ما تحبه نفسه، وهواه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015