الرد على شبهة عرض جبريل إغاثته على الخليل حين ألقي في النار

الشبهة العاشرة: هي قصة إبراهيم عندما ألقي في النار، ففيها أنه لما ألقي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم عليه السلام: أما إليك فلا، فقالوا: لو كانت الاستغاثة شركاً لما عرضها عليه جبريل.

والجواب على هذا سهل جداً، وهو أن هذا الخبر ليس صحيحاً، ولم يرد بإسناد صحيح ولا ضعيف، فالخبر لا أصل له كما يعبر المحدثون، وهو مثل حديث (تعلموا السحر ولا تعملوا به) فهذا حديث لو بحثت عنه فلن تجد له أصلاً في الكتب التي خصصها العلماء للأحاديث الموضوعة.

والأمر الثاني: أنه لو تنزلنا وقلنا: إن هذا الحديث صحيح فإننا نقول: إن جبريل عرض له ما يستطيع عليه، وهو أن يأخذه من الهوى وهو قادر على ذلك، ولكن لا نحتاج إلى هذا التنزل؛ لأن هذا الخبر مكذوب ولا يصح، فلا يكون مقبولاً.

هذه هي الشبهات التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذا الكتاب الصغير المليء بالعلم والفائدة، وهو (كشف الشبهات).

ونكون بهذا قد انتهينا من موضوع شبهات القبوريين، وهي أكثر من هذا، ولكن اقتصرنا على هذا الكتاب لأننا لا نريد الإطالة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015