تدليس الإمام الثوري ليس قادحاً في عدالته

كان الثوري أمير المؤمنين في الحديث، ومع ذلك اتهم بالتدليس، وهذا فيه دلالة كبيرة وواضحة جداً على أن التدليس ليس قادحاً، وليس جرحاً، إلا ما ظهر من التعمد في تدليس التسوية وغيرها، والتعمية على الباحث.

الإمام الثوري رغم أنه كان أمير المؤمنين في الحديث وكان أوسع الناس حفظاً فقد كان فقيهاً مدققاً منقحاً، وهذه هي بركة العلم، وكان له مذهب مستقل، مع أنه كان من الكوفة، وكان مذهبه مذهب الكوفيين في كثير من المسائل كمسألة النبيذ وغيرها، لكن كان فقيهاً فحلاً، فجمع بين الفقه والحديث، لكن لم يحمله أصحابه في الفقه، وحملوه في الحديث فقط؛ ولذلك ترى أقوالاً متناثرة من أقوال الثوري في الفقه، وكان ينشغل بالحديث وفقهه؛ لذلك ذاع صيته بين الناس، وظهر علمه ودقة نظره في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015