[الثالثة: صفة الشفاعة المثبتة].
وصفة الشفاعة المثبتة هي: التي تقع إذا أذن الله للشافع أن يشفع، والمشفوع معين يعينه الله، ويقول للشافع: (هؤلاء اشفع فيهم) كما جاء ذلك صريحاً في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فيحد لي حداً فيقول: هؤلاء اشفع فيهم).
[المسألة الرابعة: ذكر الشفاعة الكبرى، وهي المقام المحمود.
الخامسة: صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم: أنه لا يبدأ بالشفاعة، بل يسجد فإذا أُذن له شفع].
يعني: أنه يبدأ بالسجود أولاً، ويثني على الله ويمجده، ثم إذا أمره الله جلَّ وعلا وقال: (اشفع) شفع، أما قبل ذلك فما يشفع، وهذا من معنى قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255] والمعنى: ما أحدٌ يشفع عند الله إلَّا بعد أن يأذن له، وهذا من عظمة الله جلَّ وعلا وتمام ملكه.