تفسير قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)

قال المصنف: [قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:23 - 24]].

هذه الآية من الآيات المحكمات العظيمة التي فيها الأمر بعبادة الله وحده جل وعلا، وفيها الأمر بالإحسان إلى الوالدين، ونظائرها كثير في القرآن، فقوله جل وعلا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23]، هذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، ألا تعبدوا إلا إياه، فقوله: (ألا تعبدوا) هو معنى: (لا إله)، وقوله: (إلا إياه) هو معنى (إلا الله)، ومعنى (قضى) أمر وأوجب وألزم، أمر بعبادته وأوجبها وألزم عباده بها، وقضى شرعاً وأمراً، وليس قضاءً قدرياً؛ لأنه لو كان قضى قضاء قدرياً لعبده الناس كلهم، والواقع أن أكثرهم لم يعبدوه، ويتعين أن يكون معنى (وقضى) هنا: أمر وأوجب وألزم.

أي: شرعاً.

وقوله: (ألا تعبدوا إلا إياه) هذا فيه النفي والإثبات، نفي العبادة عن غيره وإثباتها له وحده، وهو الذي قلنا: إنه معنى (لا إله إلا الله) فيجب ألا يعبد إلا إياه.

ثم بعد هذا يجب أن نعرف ما هي العبادة؟ إذا كانت العبادة لا تجوز أن تكون إلا لله فيجب علينا أن نعرف ما هي العبادة؟ وقد سبق أن العبادة كل فعل تفعله أو نية تنويها ترجو الثواب أو كل شيء تتركه وإذا تركته ترجو أن الله يثيبك، ولو فعلته تخاف أنه يعاقبك، فالعبادة تشمل أشياء كثيرة، تشمل الشرع كله، فكل الشرع داخل في العبادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015