وأما نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان – كما تواترت بذلك الأخبار – فهو حق، ولكنه ينزل على أنه تابع لهذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، يحكم بشريعة الإسلام، ويكون تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم، ويقتل الدجال، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ولا يبقى إلا دين الإسلام، فبعد نزول المسيح لا يبقى إلا الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فهو مجدد لدين الإسلام وتابع للرسول صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله: «والمرسلين» ؛ لأن بعض الملاحدة يقول: الرسول يقول: «لا نبي بعدي» ولا يمنع أن يبعث رسول؛ لأنه قال: «لا نبي بعدي» ، فالممنوع هو النبوة أما الرسالة فلا. يا سبحان الله! لا يكون الرسول إلا نبيا. فبينهما عموم وخصوص، فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا.

وقوله: «ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته» ، لا بد أن يشهد بنبوته ويؤمن برسالته، أي: بأنه نبي رسول عليه الصلاة والسلام، والرسالة أعم من النبوة، فمن أبى أن يشهد أنه رسول الله فهو كافر، أو لم يعترف بأنه خاتم النبيين، وأجاز أن يبعث بعده رسول فهو كافر، وقال: إن رسالته خاصة بالعرب وليست عامة؛ كما يقوله بعض النصارى، الذين يؤمنون برسالته ولكن يقولون: إنه نبي للعرب خاصة.

وهذا كفر؛ لأنه لا بد من الإيمان بعموم رسالته صلى الله عليه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015