يطيق رؤية الله في هذه الدنيا، وكل مخلوق لا يطيق رؤية الله في هذه الدنيا لضعف المخلوقين في هذه الدار.
أما في الجنة، فالله يعطي المؤمنين قوة على أن يروا ربهم سبحانه وتعالى.
الوجه الثاني: أن الله - جل وعلا – لم يقل لموسى: إني لا أرى، بل قال: {لَنْ تَرَانِي} يعني: في هذه الدنيا، و «لن» لا تقتضي النفي مطلقا، وإنما تقتضي النفي المؤقت؛ ولهذا يقول ابن مالك في «الكافية الشافية» :
ومن رأى النفي ب (لن) مؤبدا ... فقوله اردد وسواه فاعضدا
فلن للنفي غير المؤبد؛ ولهذا قال الله - جل وعلا – في اليهود: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا} [البقرة: 95] يعني: الموت، وفي الآخرة يتمنون الموت، قال تعالى: {وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف: 77] ، ففي يوم القيامة يطلبون الموت مع أنهم في الدنيا لن يتمنوه، فدل على أن «لن» لمطلق النفي ولا تقتضي تأبيدا، وإنما هو نفي مؤقت، والله - جل وعلا – قال: {لَنْ تَرَانِي} يعني: في الدنيا، فليس لهم متمسك في هذه الآية.
الشبهة الثانية: تمسكوا بظاهر قوله تعالى: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103] ، قالوا: {لَا تُدْرِكُهُ} يعني: لا تراه.
والجواب أن يقال: ليس معنى {لَا تُدْرِكُهُ} أنها لا تراه، لكن معناه أنها لا تحيط به، والإدراك معناه: الإحاطة، والله لم يقل: لا