لأنه يجتمع الأولون والآخرون في صعيد واحد، فيجتمعون ويعرقون عرقا شديدا، ويختلفون في العرق، فمنهم من يلجمه العرق، ومنهم من يأخذه إلى نصفه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه..... إلى آخره. والوقوف يكون خمسين ألف سنة، شاخصة أبصارهم حافية أقدامهم، حفاة ليس عليهم نعال، عراة ليس عليهم ثياب، غرلا يعني: غير مختونين، ويقفون في هذا المحشر هذا الوقف الطويل يجمع الله سبحانه وتعالى الأولين والآخرين.

وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن ثلاث نفخات:

النفخة الأولى: نفخة الفزع، في سورة النمل: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل: 87] .

النفخة الثانية: نفخة الموت، في سورة الزمر: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68] .

النفخة الثالثة: نفخة البعث في سورة الزمر أيضا: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68] .

قوله: «تدنو منهم الشمس» حتى تكون بمقدار الميل، ولكن المؤمنون يكونون في ظلال، {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ} [المرسلات: 41] ، ما يحسون بها، {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [الأنبياء: 103] ، فالمؤمنون في راحة في هذا اليوم، {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان: 26] ، على الكافرين خاصة، {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: 8] ، يعني: الصور، {فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر: 9، 10] ، أما المؤمنون فيكون يسيرا عليهم، ويكونون في ظلال باردة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015